نيودلهي, 27-6-2020 - في فندق "سورايا" الفخم في نيودلهي يستعد الموظفون للتخلي عن ملابسهم الأنيقة لارتداء بزات خاصة للتكيف مع نزلائهم الجدد وهم مرضى مصابون بفيروس كورونا المستجد.
لا يزال وباء كوفيد-19 متفشيا في الهند مع تسجيل نصف مليون إصابة حتى الآن. وباتت نيودلهي مع أكثر من 73 ألف إصابة و2400 وفاة أكثر المدن تضررا، تليها بومباي.
ومع تدفق المرضى، أمرت بلدية المدينة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة باستخدام فنادق وقاعات استقبال وعربات قطارات، في إجراء غير مسبوق، كمراكز لحجر المرضى لتخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة.
ويشكل ذلك بالنسبة للموظفين في هذه الأماكن تحولا غير متوقع في مسيرتهم المهنية.
ويقول ريتو ياداف المدير في فندق "سورايا" الذي سيستقبل المرضى قريبا "تلقينا تدريبا من المستشفى حول طريقة وضع معدات الوقاية الشخصية وخلعها. هذا أمر ما كنت لأتصوره خلال مسيرتي المهنية في قطاع الفنادق".
ويضيف "بالنسبة للأطباء والممرضين هذا جزء من حياتهم. أما لنا فهذا امر جديد بالكامل ومنهك فعلا".
ومن البدهي أنهم معتادون على تغيير أغطية الأسر ة وخدمة الغرف أكثر من الاهتمام بالمرضى إلا أن العاملين في الفندق تمكنوا من التكيف مع الوضع الجديد.
وبات 200 سرير في الغرف جاهزا لاستقبال مرضى لا يعانون من أعراض أو أن إصابتهم معتدلة.
وسيقدم الطعام إلى المرضى في صحون كرتونية استعمال مرة واحدة. وقد رسمت خطوط حمراء من أجل احترام قواعد التباعد الاجتماعي فيما سيقتصر التواصل بين طاقم الفندق والمرضى على الحد الأدنى.
وقد ضرب الوباء نيودلهي بقوة. وتزخر الصحف المحلية بقصص مرضى توفوا بعدما رفضت مستشفيات عدة استقبالهم لعدم توافر أسر ة.
وتفيد التقديرات الرسمية أن هذا الارتفاع سيحتاج إلى 80 ألف سرير في المستشفيات إلا أن نيودلهي تضم 13 ألف سرير في المستشفيات الرسمية والخاصة في الأحوال العادية.
ومن أجل تطوير قدراتها على استيعاب المرضى، أمرت السلطات باستخدام حوالى 30 فندقا. ويرتبط كل فندق بمستشفى يمكن أن يرسل معالجين في الحالات الطارئة.
ويحول مركز ديني كبير راهنا إلى قاعة حج ر قادرة على استيعاب عشرة آلاف سرير مصنوع في الغالب من الكرتون.
وقد آثار أمر السلطات غضب بعض الفنادق التي تعاني أساسا من خسائر مالية فادحة بسبب الحجر المفروض في الهند منذ شهرين والقيود الكثيرة المتواصلة على التنقل.
ويقول غريش بيندرا أحد مدراء فندق "سورايا"، "شكل الامر صدمة بالنسبة لنا لأن أحدا لم يناقش الموضوع معنا. اكتشفنا ذلك عبر الصحف".
وقد لجأ أصحاب فنادق من بينها "سورايا" إلى القضاء. وهم يشددون على أن كثيرا من موظفيهم باتوا فوق سن الخمسين، أي أنهم يندرجون ضمن الفئات الخطرة وأن طواقمهم غير مدربة على توفير العناية أو التعامل مع نفايات طبية.
وأيدت المحكمة طلبهم جزئيا فبدلا من تحويل هذه الفنادق إلى مستشفيات ميدانية ستتحول إلى مراكز استقبال للمرضى غير المصابين بأعراض قوية فحسب.
ويقول غريش بيندرا "الأمر أشبه بالنوم في فندق ليستفيق المرء صباحا ليقال له أن الفندق أصبح مستشفى. نحن نعمل في القطاع الفندقي وليس الصحي".